منتدى أهل الفردوس
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد و ال محمد
احببت ان ارحب بكل زائر و زائرة باسمي و اسم كل عضو بالمنتدى
و نقول لكم
حللتم اهلا و نزلتم سهلا
ان شاء الله يكون المنتدى قد نال اعجابكم
و اذا كان كذلك
لا تترددوا سجلوا فورا
و شاركونا
نتمنى لكم جولة موفقه
بالتوفيق و نسألكم الدعاء
منتدى أهل الفردوس
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد و ال محمد
احببت ان ارحب بكل زائر و زائرة باسمي و اسم كل عضو بالمنتدى
و نقول لكم
حللتم اهلا و نزلتم سهلا
ان شاء الله يكون المنتدى قد نال اعجابكم
و اذا كان كذلك
لا تترددوا سجلوا فورا
و شاركونا
نتمنى لكم جولة موفقه
بالتوفيق و نسألكم الدعاء
منتدى أهل الفردوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى أهل الفردوس

منتدى إسلامي عربي يهدف الى إنتاج جيل واعي حامل لراية فلسطين ناكرا لكل مايخص الصهاينة أو النصارى المكيدين للاسلام السوء
 
الرئيسيةأهل الفردوس :الأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المراهقة " نصائح لكل شاب وشابة "

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أسطول الحرية
عضو نشيط
عضو نشيط
avatar


كيف تعرفت علينا : المراهقة " نصائح لكل شاب وشابة " Us10
الأوسمة : رياضي المنتدى
وسام التكريم
الدولة : الجزائر
الجنس : ذكر
الهواية : المراهقة " نصائح لكل شاب وشابة " Swimmi10
المزاج : المراهقة " نصائح لكل شاب وشابة " 2710
عدد المساهمات عدد المساهمات : 22
نقاط نقاط : 5068
0
تاريخ التسجيل : 12/07/2010
العمل العمل : طالب

المراهقة " نصائح لكل شاب وشابة " Empty
مُساهمةموضوع: المراهقة " نصائح لكل شاب وشابة "   المراهقة " نصائح لكل شاب وشابة " I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 01, 2010 6:47 pm

محاضرات وندوات تلفزيونية : ندوة جمعية الرشيد الخيرية ـ المراهقة ـ لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي .


بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صاحبته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين .
أيها الأخوة الكرام ، أشكر لجميعة الرشيد الخيرية هذه الدعوة الكريمة التي إن دلت على شيء فعلى الحسن الظن بي ، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن أكون عند حسن ظنكم ، وإن وجدتم فيما سألقيه بعض الفائدة فالفضل لله عز وجل ، وإلا فحسبكم الله ونعم الوكيل .

أيها الأخوة الكرام ، النقطة الدقيقة الأولى : أن الغرب مجتمع يختلف عن مجتمع المسلمين ، مجتمع بعيد عن الضوابط والقيم التي يؤمن بها المسلمون ، من هذا البعد ، ومن هذا التفلت نشأ واقع يختلف عن واقع شبابنا في عالم المسلمين ، فنحن مشكلتنا نستورد مشكلة من الغرب ، ثم نبحث لها عن حلٍّ ، نحن في حياتنا آية كريمة تبين معنى المراهقة :
﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ﴾ .
( سورة الكهف الآية : 13 ) .
فتوة :
﴿ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ .
( سورة الكهف ) .
العالم الغربي عالم متفلت ، ينشأ من هذا التفلت سلوك منحرف هذا السلوك يبدأ في سن المراهقة ، فنحن توهمنا ، أو أوهمونا أن كل أمراضهم هي الأصل ينبغي أن نستوردها ، أن نبحث عن حلول لها ، لا والله ، لو أن المجتمع الإسلامي طبق منهج الله عز وجل يمكن أن أقول وأنا واثق مما أقول أن هذه المشكلة أصلاً لا وجود لها ، لأن الإنسان أودع الله فيه الشهوات ، وما أودع الله في الإنسان الشهوات إلا ليرقى بها إلى رب الأرض والسماوات .

إذاً هي سلم نرقى بها ، والشهوة نفسها يمكن أن تكون دركات نهوي بها ، سلم نرقى بها ، أو دركات نهوي بها ، بتعبير آخر الشهوة حيادية ، أضرب لكم مثلاً ذكرته كثيراً :
زرت جاراً لي من كبار علماء دمشق ، قال لي : عندي ثمانية و ثلاثون حفيداً ، ثلاثة عشر منهم من حفاظ كتاب الله ، وعشرة أطباء ، خطر في بالي هذه الموازنة ، هذا الكم من الأحفاد المتفوقين ، الأطباء ، حفاظ كتاب الله ، وبناته وأزواجهن ، وأولاده وزوجاتهن ، هذا الكم الكبير أساسه علاقة جنسية ، أليس كذلك ؟ هذه العلاقة جعلت هذا الكم الكبير من الفتيات والشباب ، المؤمنين والمؤمنات ، وحفاظ كتاب الله ، والأطباء والمهندسين ، وفي أي بيت دعارة في علاقة جنسية ، أرأيتم إلى هذه الشهوة ؟! يمكن أن ترقى بنا إلى أعلى عليين ويمكن أن تهوي بنا إلى أسفل سافلين ، الشهوة حيادية .
تماماً كالبنزين في السيارة ، إذا وضع في السمتودعات المحكمة ، وسال في الأنابيب المحكمة ، وانفجر في الوقت المناسب ، وفي المكان المناسب ، ولّد حركة نافعة أقلتك أنت وأهلك إلى الزبداني ، أما إذا صُبت هذه الصفيحة من البنزين على المركبة أعطيتها شرارة أحرقت المركبة ومن فيها .
الشهوة كالبنزين ، حيادية سلم نرقى بها ، أو دركات نهوي بها .

بالمناسبة : ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل قناة نظيفة تسري خلالها ، ليس في الإسلام حرمان ، في الإسلام تنظيم ، لابدّ من توضيح :
متى تلغى المراقبة ؟ حين يتعلم هذا الشاب أن أمر الله ليست حداً لحريته ولكنه ضمان لسلامته ، ما في إنسان على وجه الأرض إلا يحب وجوده ، ويحب سلامة وجوده ، ويحب كمال وجوده ، ويحب استمرار وجوده ، هذه جبلة في الإنسان ، فإذا قنع الشاب أنه إذا غضّ بصره عن محارم الله ارتقى عند الله ، ما من شيء أحب إلى الله من شاب تائب ، إن الله يباهي الملائكة بالشاب التائب يقول : انظروا عبدي ترك شهوته من أجلي ، الشاب التائب شيء ثمين جداً .
فحينما ينشأ الشاب في أسرة مؤمنة ، يتلقى التعليم الصحيح ، يا بني أوامر الله ليست حداً لحريتك ، ولكنها ضمان لسلامتك ، أضرب مثلاً :
تمشي في الفلاة فإذا لوحة كتب عليها حقل ألغام ممنوع التجاوز ، أيها الإنسان إذا قرأت هذه اللوحة هل تشعر بحقد على من وضعها ؟ لا ، تشعر بامتنان ، لأن هذه اللوحة ليست حداً لحريتك ، ولكنها ضمان لسلامتك .

أخوانا الكرام ... أخواتنا الكريمات ... الإنسان يتحرك وفق تصوره دائماً ، فإذا أعطى الأب ابنه التصور الصحيح انضبط الابن ، فنحن نتوهم لابدّ من فترة في حياة الشاب ، سوف ينحرف ، سوف تطيش سهامه ، سوف يضطرب ، سوف يكون ردّه عنيفاً ، هذا مجتمع الغرب ، مجتمع التفلت ، مجتمع المواقع الإباحية في الانترنيت ، مجتمع الفضائيات الفاسدة ، مجتمع المجلة الساقطة ، مجتمع المرأة المتبرجة ، طبعاً هذا المجتمع يفرز مراهقة ، أنا لا أتكلم بالمثاليات ، نحن عندنا في الإسلام شيء دقيق اسمه الواقعية المثالية ، أو المثالية الواقعية ، المثالية في الإسلام واقعية ، مطبقة ، ورواد المساجد الملتزمون بدعوة الله عز وجل منضبطون أشد الانضباط .
أؤكد لكم وأنا أعني ما أقول يمكن لو طبقنا منهج الله في حياتنا ، لو أن الآباء أحسنوا تربية أولادهم ، لو أن المدرسة أحسنت تربية الشباب ، لو أن الإعلام كان موجهاً توجيهاً صحيحاً ، لو أن البيت كان واعياً جداً ، أقسم لكم بالله ولا أبالغ ، وليس من عادتي أن أبالغ هذه المشكلة تختفي من حياتنا .

أيها الأخوة الكرام ، النقطة الدقيقة أنه لم يبقَ في أيدي المسلمين من ورقة رابحة إلا أولادهم ، الأولاد يعني المستقبل ، الأولاد يعني أن تستعيد الأمة دورها القيادي ، الأولاد يعني أن تعتز هذه الأمة بمستقبلها إن شاء الله .
فلذلك مهمة تربية الأولاد تعد أكبر مهمة أمام الآباء والأمهات ، بل أمام القائمين على التربية والتعليم في العالم الإسلامي .
هناك نقطة دقيقة جداً وهي كنت أقولها دائماً : يمكن أن نقابل القنبلة الذَّرية بقنبلة الذُّرية ، مجتمع متفلت ، الشهوات مستعرة ، الفتن يقظة ، التفلت في الانضباط ، مواقع ، مناظر ، مجلات ، قصص ، أصدقاء سوء ، شاب في ريعان شبابه استيقظت عنده الشهوات ، فبدأ يبحث عن إروائها بلا ضابط ، وبلا قيد ، وبلا شرط ، هذه المراهقة في المجتمعات الغربية نحن نستورد المشكلات ، ونبحث عن حلول لها أما لو طبقنا منهج الله عز وجل ، وكم من أسرة منضبطة ما شكا الأب ولا الأم المراهقة إطلاقاً ؟.

هذا الذي أتمنى أن يكون في بادئ هذه المحاضرة من تعريف المراهقة ، شاب لم يتلقَ توجيهاً صحيحاً ، في مجتمع متفلت ، الشهوات مستعرة ، الفتن يقظة ، كل شيء غير معقول ، وغير صحيح يمكن أن يصل إليه ، والأب غافل ، والأم غافلة ، في هذا المجتمع يمكن أن تنشأ مشكلة اسمها المراهقة ، يعني شاب منحرف فقط ، أو شاب فاسق ، أو شاب سفيه ، أما نحن عندنا : ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ .
(( أحب الطائعين ، وحبي للشاب الطائع أشد ، أحب المتواضعين ، وحبي للغني المتواضع أشد ، أحب الكرماء ، وحبي للفقير الكريم أشد ، وأبغض العصاة ، وبغضي للشيخ العاصي أشد ـ هذه المراهقة المتأخرة ، بالخمسين ـ وأبغض العصاة ، وبغضي للشيخ العاصي أشد ، وأبغض المتكبرين ، وبغضي للفقير المتكبر أشد ، أبغض البخلاء وبغضي للغني البخيل أشد )) .
[ ورد في الأثر ] .
ابن أحب فتاة في العالم الغربي ، فاستأذن والده بالزواج منها ، قال له الأب : لا يا بني ، إنها أختك وأمك لا تدري ، أبوه كان زير نساء ، أحب فتاة ثانية فاستأذن والده فقال : إنها أختك أيضاً وأمك لا تدري ، أحبّ الثالثة استأذن والده للزواج منها ، قال له : لا يا بني إنها أختك أيضاً وأمك لا تدري ، فضجر هذا الشاب وحدّث أمه بما جرى مع أبيه قالت له : خذ أياً شئت فأنت لست ابنه وهو لا يدري .
هذه مراهقة ، هذه المراهقة في بلادهم .

أخوانا الكرام ، القصة واقعية ، رجل من أبناء هذه المدينة ، أرسل ابنه إلى أمريكا ليدرس ، يبدو أن هذا الابن أحبّ فتاة من هذه البلاد رائعة الجمال ، أحبها حباً جماً ، فلما عرض على والده الزواج منها أقام عليه الدنيا ، وهدده أن يتبرأ منه ، وأن يحرمه من كل شيء ، بعد شهر أرسل الابن رسالة إلى والده ، يا أبتِ لو أنها أسلمت هل توافق ؟ قال له : أوافق ، فاختل توازن الشاب من الفرح ، ما الذي فعله ؟ اشترى عشرة كتب باللغة الإنكليزية عن الإسلام ، والقرآن ، والسنة ، والسيرة ، والفقه ، قال لها : إن قرأت هذه الكتب وأسلمت أتزوجك ، وهي تحبه أيضاً ، هي ذكية جداً طلبت إجازة أربعة أشهر حتى تقرأ الكتب قراءة دقيقة ، بعيدة عن ضغوط هذا الشاب ، ومضت عليه هذه الأشهر الأربعة كأربع سنوات ، فلما انقضت اتصل بها ، فسمع الخبر الذي اختل له توازنه ، قالت له : لقد أسلمت ولكن لن أتزوجك لأنك بحسب ما قرأت لست مسلماً ، هذه المشكلة .
المراهقة شاب شارد ، متفلت ، لا يوجد ضوابط ، الشهوات يقظة ، الفتن مستعرة الوضع العام متفلت ، طبعاً استيقظت شهواته ، وبحث عن إرواء هذه المتعة بشكل مشروع أو غير مشروع ، هذا بشكل أو بآخر مراهق .
الإنسان إذا تفلت تتغير أخلاقه ، ويصبح قاسياً ، ومتطاولاً على أهله ، أنا مضطر أن أقول هذه الكلمة هي مؤلمة لكنني أنطلق دائماً من أن الحقيقة المرة أفضل مرة من الوهم المريح ، الحقيقة المرة : معظم أخطاء الأبناء بسبب جهل آبائهم ، الأبوة مهمة كبيرة جداً الإنسان أحياناً يتزوج وينجب أولاداً فقط ، هذا الابن يحتاج إلى توجيه ، يحتاج إلى توعية ، يحتاج إلى تدريس من مستوى رفيع ، يحتاج إلى متابعة ، يحتاج إلى عناية ، فحينما تحقق نجاحاً في كل شيء ، وتخسر أولادك لم تحقق شيئاً .
أنا كنت في أمريكا بعهد كلينتون ، قلت لهم : لو بلغت منصباً ككلينتون ، وثروة كأوناسيس ، وعلماً كأنشتاين ، ولم يكن ابنك كما تتمنى فأنت أشقى الناس .

أؤكد لكم أن الشقاء الذي يعانيه الأب حينما يرى ابنه متفلتاً صعب أن يوصف ، لا يوصف ، أشقى الناس ، فالذي يريد أن يسعى بأسرته عليه أن يعتني بأبنائه .
زارنا عالم من علماء الخليج ويحمل اختصاصاً نادراً في صناعة القادة ، أخبرنا أنه ما لم تعتنِ بابنك من السنة الأولى وحتى السابعة لم تستطع أن تجعله كما تتمنى ، وقال كلمة باللغة الخاصة بهم قال : بعد سبع سنوات العوض بسلامته .
فحينما يكون الطفل صغيراً ينبغي أن نعتني به ، بأخلاقه ، بعاداته ، بوسائله ، بدراسته ، بتهذيبه ، حتى إذا كبر يكون هذا الابن كما نتمنى ، وبعيد عن مشكلة المراهقة .
المحاضر :
الأصل الأوربي أيها السادة ، المراهق الغربي الذي حدثنا عنه أستاذنا أصل ثابت ، شبابنا في محضر آخر ، وفي بيئة أخرى ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ ، وننتقل مع أستاذنا إلى المحور الثاني هو أننا نطلب منه أن يسلط لنا بعض الضوء عن الإمكانيات العقلية والعلمية والجسدية والنمو في هذه المرحلة ، وكيف يتعامل الآباء مع هذا التطور ، وهذا التغير ؟.

الدكتور راتب :
لاعب ولدك سبعاً ، وأدبه سبعاً ، وراقبه سبعاً ، ثم اترك حبله على غاربه ، أي كن صديقاً له .
هناك مرحلة لا يصح فيها أن تؤدبه إطلاقاً ، طفل صغير ، هناك آباء لو أن ابنهم بكى في الليل يضربه ، عمره سنتان ، لاعب ولدك سبعاً ، أما من سبع سنوات إلى أربع عشرة سنة تكلم كلمة غير صحيحة ، كلمة غير لائقة ، معه حاجة ليست له ، يجب أن تبالغ بتأديبه ، لكن بعد أن بلغ الرابعة عشرة شعر بكيانه ، لا هو راشد يرضيك ، ولا هو صغير تعلمه ، أثناء شراء الألبسة يقول لك : هناك سن محير ، وهذا السن بعد الرابعة عشرة يحير ، تعالمه كراشد يخيب ظنك ، يعامله كطفل لا يحتمل .
لذلك هنا جاء التوجيه وراقبه سبعاً ، ثم اترك حبله على غاربه .

أنا أقول دائماً الثقافة الإسلامية ، أو بتعبير آخر الثقافة الشرق أوسطية الأب محترم ، لكن البطولة لا أن تكون أباً محترم أن تكون أباً محبوباً ، أؤكد على هذه الحقيقة ؛ كل أب وكل أم محترمان في ثقافتنا ، القرآن يؤكد ذلك ، وعاداتنا ، وتقاليدنا ، لكن البطولة لا أن يحترمك أبناؤك أن يحبوك ، يعني إذا أتيت إلى البيت يجب أن يكون العيد ، هناك عيد لأب سيء حينما يخرج ، فالعيد حينما تدخل لا حينما تخرج ، هناك أب يكون العيد بعد الخروج ، تنفس الصعداء خلصنا منه ، وهناك أب العيد يكون مع الدخول .
الحقيقة صعب تتصوروا أن النبي عليه الصلاة والسلام يؤكد أن الخيرية المطلقة للمؤمن في البيت ، لأنه خارج البيت بالتعبير العصري "بزنز" ، تتأنق ، تبتسم ، تصافح ، ينحي نصفين ، مصلحتك ، من أجل مكانتك ، بالبيت لا يوجد قيود ، تجده بالخارج عصفور بالبيت والعياذ بالله .
فالنبي الكريم يقول :
(( خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي )) .
[أخرجه الترمذي عن عائشة أم المؤمنين ] .
يقول عليه الصلاة والسلام :
(( أكرموا النساء فوالله ما أكرمهن إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم ، يغلبن كل كريم ، ويغلبهن لئيم ، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً ، من أن أكون لئيماً غالباً )) .
[ ابن عساكر عن علي بسند فيه مقال كبير ] .

بالمناسبة : بيت فيه مودة ، بيت فيه حب ، بيت فيه تسامح ، بيت فيه هدوء ، بيت فيه رعاية للأولاد ، أنا لا أتحدث عن المال إطلاقاً يكون أصغر بيت يقدر بستين متراً ، الأثاث متواضع جداً ، الأكل متواضع جداً ، لكن فيه حب ، وهناك بيت أربعمئة متر ، السُباب والعداوة والبغضاء لا يحتمل ، فأنا أتمنى بيت فيه جنة ، و يجب أن يكون البيت جنة ، وبيدك تفعل هذا .
هناك دائماً تصورات غير صحيحة ، أنه بعد فترة تصبح الحياة مألوفة جداً بل مملة ، لا ، يمكن أن تكون الحياة في البيت فيها الحب ، وفيها الود ، وبتنامٍ مستمر ، الحب تصنعه أنت ، بيدك أن يكون الحب في بيتك مستمراً .
والله أجمل جلسة يجلسها الأب والأم مع أولادهم ، في مداعبة ، في طرفة لطيفة ، في تعليق لطيف ، في سؤال عن دراسته ، في أطرف شيء اليوم سمعه بالمدرسة ، فالمشكلة أن الشاشة ألغت الأب ، ألغت الأم ، ألغت الأسرة ، الوضع بالبيت لا يرضي أبداً ، أما حينما يكون البيت فيه انضباط ، فيه لقاء ، فهو بيت رائع .
أنا كان لي درس بجامع سعد كان عن الحوار فقط ، الحوار مع الأولاد ، أكثر الآباء يعطي أوامر ، ويسب ، ويذم ، آباء محترمون ، لهم مكانة اجتماعية ، ببيته فقط أوامر ، وقمع ، وأنت حمار ، وأنت لا تفهم ، ما هذا الكلام ! ما هذا البيت ؟ بيت فيه ود ، فيه حب ، هذا البيت ينشأ الطفل عنده حاجات عاطفية رويت في هذا البيت .
درسنا بالجامعة أنه حتى الأم حينما ترضع ابنها بقسوة ، تسمم خلصني ، ينشأ ابنها قاسياً ، الابن بحاجة إلى حب .



أنا مرة لفت نظري إلى حاضنة ، فيها ثقبان ، سألت عنهما فقال لي الطبيب : هذا الطفل الصغير بحاجة إلى أن توضع عليه يد ، وأن تمس جلده ، فتح ثقبين حتى الممرضة تمس الطفل ، فالطفل آكل ، شارب ، نائم ، لابس ، لا يكفي ، يحتاج إلى من يحضنه ، يحتاج من يقبله ، يحتاج من يحمله ، يحتاج من يداعبه ، يحتاج من يمشي على أربعة ويركب ابنه فوقه .
هكذا النبي فعل ، سيد الخلق وحبيب الحق ، أثناء الصلاة تأخر في السجود كثيراً ظنوه قد مات ، شخص رفع رأسه وجد الحسن فوقه ، فقال النبي الكريم : كرهت أن أعجله .
عندك إمكان أن تكون هكذا في البيت ؟ إن كنت هكذا لم يعد هناك مراهقة ، يلتغى الموضوع كله ، أما المواضيع المستوردة الهجينة ليست من أخلاق المسلمين ، شاب عندما أنت علمته يا بني هذه الشهوات لا يوجد حرمان بالإسلام كل شيء له وقت ، عندما يعرف أنه لا يوجد حرمان ، ما من شهوة أودعها الله بالإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة تسري خلالها ، مستحيل أن ينتهي ، اطمأن .
هناك غض بصر ، والبيت منضبط ، ليس هناك ثمانمئة محطة بالصحن ، أربعمئة إباحية ، الابن منضبط ، والأب منضبط ، والبيت في تدين ، في صلاة ، ما في مراهقة ، أنا هذا إيماني وأنا لا أبالغ ، وأنا لست حالماً ، هناك أسر كثيرة هكذا .
والله هناك أسر سمعت عنها الاستيقاظ قبل الفجر بساعة ، يصلون قيام الليل ، يقرؤون القرآن ، يصلون الفجر ، ويجلس الطالب على دروسه ، والأم تهيئ الطعام والشراب وينطلقون إلى أعمالهم ، هناك انضباط عجيب بالبيت ، الأب قائد ناجح ، والأم صالحة جداً البيت يصبح جنة ، ما الذي يمنع أن تكون بيوتنا كلها جنات ، بيدنا والله ، والدخل ليس له علاقة ، البيت صغير ، والدخل قليل ، والأكل خشن ، فيه حب ، الحب يغني عن كل شيء .
المحاضر :
أتوجه الآن بالسؤال إلى الآباء والأمهات كم كتاباً قرأتم عن تربية الطفل ؟ وهو ما يشير إليه الأستاذ ، عن نمو هذا الطفل من الطفولة إلى الرجولة ؟.

الدكتور راتب :
الآية الكريمة :
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ .
( سورة آل عمران الآية : 159 ) .
هي معادلة رياضية الاتصال بالله الحقيقي ، إنسان مستقيم ، له اتصال يشتق من الله الرحمة ، هذه الرحمة تنعكس ليناً ، هذا اللين يسبب التفاف الناس حولك ، مدير جامعة ، مدير مستشفى ، قائد ، وزير ، مدير مدرسة ، أب ، أم ، معلم ، أي منصب قيادي إذا كنت متصلاً بالله امتلأ القلب رحمة ، وانعكست الرحمة ليناً ، اللين سبب التفاف الناس حوله .
الآن : ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ ﴾ ، لو كنت منقطعاً عن الله امتلأ القلب قسوة ، والقسوة انعكست غلظة ، والغلظة سببت انفضاضاً ، هذا القانون ينطبق على الآباء ، والأمهات ، والأبناء ، وعلى المعلمين ، والمدرسين ، وعلى أي منصب قيادي ، لك اتصال بالله ؟ تشعر برحمة ، الرحمة تنقلب إلى لين ، اللين يسبب التفافاً ، فأنت بين الالتفاف والانفضاض .

لا يوجد ابن إلا ويرى والده محباً له ، مهتماً بمستقبله ، حريصاً على نجاحه ، حريصاً على مستقبله
الإنسان عبد الإحسان .
(( يا داود ذكر عبادي بإحساني إليهم ، فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها ، وبغض من أساء إليها )) .
[حديث قدسي رواه البيهقي عن عمير بن وهب]
هذا الكلام يسوقني إلى فكرة ليس لها علاقة باللقاء ، العمل عبادة ، الشاب عندما يتقن عمله يكون دخله معقولاً ، يغطي حاجات أولاده ، حاجات زوجته ، ماذا قال الصحابي الجليل ؟ حبذا المال ، أصون به عرضي ، وأتقرب به إلى ربي ، أما أب مهمل لعمله ، إهماله شديد ، لا يحب المال ، ليس معه مال ، بابا أريد كومبيوتر ، ما معي ، ما معي ، ما معي ، ما معي ، مل من أبيه ، له صديق منحرف غني التصق به ، طبعاً أطعمه طعاماً طيباً ، وأخذه نزهات ، لكن علمه عادات سيئة جداً .
فلما الأب يتقن عمله ، ويسعى إلى رزق حلال ينفق على عياله ، كأنه في عبادة .
أقول لكم مرة ثانية : حرفتك ، أو مهنتك ، المهنة خدمة الزوجة ، كان عليه الصلاة والسلام في مهنة أهله ، نحن عندنا خطأ شائع ، يقول مثلاً : الطبيب الإخصائي أي يخصي ، يقول لك هذا الإنسان محترم ، من الحرمان ، يقول : فلان مولع ، أي ثور أحمر ، عندنا أخطاء شائعة كثيرة جداً .
فالإنسان حينما يتقن عمله ويؤمن حاجات أولاده أصبح العمل عبادة ، بمعنى حرفتك التي تحترفها ، إذا كانت في الأصل مشروعة ، وسلكت بها الطرق المشروعة ، وابتغيت منها كفاية نفسك ، وأهلك ، وخدمة الآخرين ، ولم تشغلك لا عن عبادة ، و لاعن عمل صالح ، انقلبت إلى عبادة ، ما قولك أن كل واحد منا حرفته عبادة ، إذا أتقنها ، وخدم بها المجتمع ، وساهم في بناء أمته ، وكسب المال ، وأنفقه على عياله ، الإنفاق على العيال صدقة من أعلى أنواع الصدقة ، وأن تضع اللقمة في فم زوجتك ، هي لك صدقة ، في بعض الأحاديث يراها يوم القيامة كجبل أحد .

هذا الود الأسري ، وإتقان العمل ، أحد أسباب إلغاء سن المراهقة ، في إتقان للعمل في دخل معقول ، الدخل المعقول يحل مشاكل الابن ، طلب كومبيوتراً جاهز ، له غرفة خاصة ، ثيابه في الشتاء جيدة معقولة ، أنا لا أطلب الرفاه إطلاقاً ولا الترف ، محرم هذا يعني له معطف في الشتاء ، يستطيع أن يأكل أكلاً معقولاً ، مع أنه في أسعار مرتفعة جداً الأب يعمل ، والله أشعر أحياناً أن هذا الذي يسعى لكسب رزق أولاده بطريق مشروع ، والله في عبادة مستمرة .
لذلك أيها الأخوة الأمور متداخلة ، المراهقة متعلقة بالدخل ، متعلقة بالإنفاق ، متعلقة بأب واعٍ ، متعلقة بأب متفهم ، مثلاً :
يذهب الأب لمكان بعيد ليأتي بأموال ، ترك زوجته وأولاده ، بالطريق أولاده ، يرجع معه ثمن بيت لكنه خسر أولاده .

أنا أقول لكم كلمة دقيقة الآن : أنا لا أؤمن بنجاح جزئي ، النجاح شمولي ، النجاح الشمولي أساسه أربع فقرات ، أن تنجح مع الله معرفة ، وطاعةً ، وقرباً ، هذا أول نجاح ، وأن تنجح مع أهلك وأولادك ، أنا لا أتصور أن إنساناً ناجحاً مع الله بيته خرب ، بيته في مشكلات ، بيته في عداوة ، في بغضاء ، في تفلت ، ناجح مع الله ناجح في بيته ، وناجح بعمله ، وناجح بصحته ، أربعة أشياء ، أي خلل في أحدها ينعكس على الثلاثة ، خلل حتى بالصحة ينعكس على عبادتك ، على بيتك ، وعلى عملك ، خلل بعملك ، تأخرت ساعة أهانك مدير المدرسة ، تبقى مزعوجاً شهراً ، انعكس على بيتك ، يدك والضرب ، زعجك المدير ، لأنك أنت تأخرت .
الخلل بالعمل ، أو بالبيت ، أو بالصحة ، أو بعلاقتك مع الله ينعكس على الثلاثة فاعتقدوا معي جازمين ليس هناك نجاح جزئي ، النجاح الجزئي لا يسمى نجاحاً أصلاً ، لا يكون النجاح إلا شمولياً .
المحاضر :
قد يظن الشاب ، أو قد تظن الشابة ، أن معارضتها ، أو معارضته لوالديه هو إثبات لذاته ، فتختلف وجهات النظر ، وهنا يأتي دور الأب العاقل كيف يعالج هذا الموضوع بحكمة ؟ كنت أقرأ عن علماء التربية يقول : ما المانع أن أخاطب هذا الولد وقد خالف رأيي بأمور لنتعلم أن الاحترام يولد الاحترام ، أقول له : وجهة نظرك جيدة ، إلا أني أرى غير ذلك ، أو بعبارة أخرى ، علينا أن نتفق أن آراءنا مختلفة في هذا الموضوع ، أفضل من الشتائم ، أو أن نقول لا بأس أن يكون لكل منا رأيه في هذا الموضوع ، أو أن نقول إني لا أرى الأمر كما تراه ، وهذا من حقك ، اختلاف وجهات النظر ظاهرة صحية ، ولكن كيف تعالج ؟ وكيف أصل بهذا الولد إلى جادة الأمن والأمان ؟ دون أن ينفر فلا يعود أبداً ، نريد في المحور الرابع أن نقف مع شيخنا على نماذج متميزة من التاريخ أو من واقعنا المعاصر ، ثم نسأل أنفسنا هل عاش هؤلاء مرحلة المراهقة ؟.

الدكتور راتب :
شاب عمره سبعة عشر عاماً ، عينه النبي صلى الله عليه وسلم قائداً للجيش ، من جنوده أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، هذا الشاب سيدنا أسامة ، كان يركب الناقة وسيدنا الصديق يمشي ، قال له يا خليفة رسول الله : لتركبن أو أنزلن ، قال له : والله لا ركبت ولا نزلت ، وما عليّ أن تغبر قدماي ساعة في سبيل الله .
الآن هذا الشاب قائد ، سيدنا الصديق بحاجة لسيدنا عمر ، قال له : يا أسامة أتأذن لي بعمر ؟ هذا النظام ، الآن معه الهمبرغر وذاهب إلى الملعب ، اختلف الوضع شاب قائد جيش عمره سبع عشرة عاماً !.
صدقوا أيها الأخوة شباب المسلمين في عصور الازدهار كانوا آيات تدل على عظمة الله ، شهد الله الآن أحياناً أدخل إلى مسجد كله شباب ، أرى عدداً كبيراً من الشابات المؤمنات الطاهرات العفيفات المحجبات ، هذه ظاهرة طيبة جداً الآن ، نحن عندنا تصور غير صحيح ، نظن أن الشاب همه أن يتزوج فقط ، والشابة همها أن تتزوج ، لا ، هناك هموم ثانية ، أحياناً الشاب يحمل همّ أمته ، والشابة تحمل همّ أمتها أحياناً ، هذا شيء يرفع من مستوى الشباب ، فكلما صحت عقيدة الشاب صحّ عمله ، وكلما تلقى توجيهاً صحيحاً صار بطلاً ، مثلاً : من منا يصدق أنه إلى جانب رسول الله غلام صغير ، جاءت ضيافة ، بحسب توجيه النبي من حقّ الصغير أول شيء ، قال له سيد الخلق ، حبيب الحق ، سيد الأنبياء والمرسلين يا غلام أتأذن لي أن أعطي الأشياخ قبلك ؟ قال له : لا والله هذا حقي ، هذا لمن التوجيه ؟ هذا التوجيه لنا ، نمّى له شخصيته ، استأذنه ، وضعه إلى جانبه .
قبل أن آتي كنت في درس بمسجد ، إنسان بعيد عن اللباقة ، دخل ليصلي في المسجد ، كان هناك صف واحد فقط ، إلى جانبه طفل صغير فدفعه نحو الخلف ، لا يوجد صف ثانٍ ، هذا الطفل يقسم بالله ترك الصلاة خمسة و خمسين عاماً ، لم يدخل إلى المسجد إلا بعد خمسة و خمسين عاماً .
هناك قصة بالمقابل ابن صغير والده اشترى له حذاء جيداً على العيد ، دخل إلى الجامع ، سُرق ، صار يبكي ، أخذه رجل وقور إلى محل أحذية ، اشترى له حذاء أجمل من حذائه السابق ، يقسم بالله ما ترك الصلاة بحياته ، المعاملة واحدة ، هذا الطفل كيف النبي احترمه ، كيف النبي كرمه .

أنا أرى أنت حينما تحترم ابنك أحياناً تحترمه تسأله ، ما قولك بابا نعمل هكذا ، أنا أحب أن أسمع رأيك ، بماذا شعر ؟ أما إذا قلت له اخرس أنت لا تفهم ، هكذا الآباء ، أي أب هذا ؟ ابنك هذا ، نعم بابا طمئني عنك ، أما كلام عنيف !! .
والله أنا سمعت طالبة قالت لها معلمتها أنت حمارة ، تعقدت ، عشرون سنة هذه الكلمة حطمتها ، لا يصح أن تقول هذا الكلام ، والله يوجد كل كلمة تعد جريمة .
(( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاٍ )) .
[ الترمذي عن أبي هريرة ]
كلمة واحدة ، عفواً ، قصيرة السيدة عائشة قالت عن صفية أنها قصيرة ، الآن يشرحوها مليون تشريح ، قصيرة ، قال : يا عائشة لقد قلت كلمة لو مزجت بمياه البحر لأفسدته ، هذا الإسلام ، الإسلام انضباط ، بيت منضبط لا يوجد فيه مراهقة ، بيت فيه حب ، نحن نفهم الحب بعيد الحب مثلاً ، الحب ضمن الأسرة مهم جداً .
مرة كنا بجامعة دمشق بكلية التربية ، أنا علّمت فيها ثلاثين سنة ، أحد كبار المدرسين الدكتور فاخر العاقل ، أحيل على التقاعد الآن مريض عافه الله ، فأقيم له احتفال ضخم جداً ، فقال كلمة مفادها : أي إنسان لا يشعر بحاجة إلى أن يُحِب ، ولا بحاجة إلى أن يُحَب ليس من بني البشر ، هذا الحب يجب أن يكون في البيت ، لأن البيت أقرب شيء لك .

المحاضر :
أستاذنا جزاه الله خيراً ، وأريد أن أعود معكم إلى سيدنا أسامة لنربط بين أسامة وبين الحب ، أسامة بن زيد والده زيد بن حارثة ، وأمه أم أيمن ، بركة الحبشية ، ويقول الرواة : إنه كان أسود أفطس الأنف كأمه ، رضي الله عنه وعنها ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد في السيرة يمسكه مع سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنه وعن أبيه وعن أمه ، وكان أبيضاً وأزهر كجده عليه الصلاة والسلام ، ويضمهما إلى صدره قائلاً : اللهم إني أحبهما فأحبهما ، هذا أسامة ، هذه بطولة أسامة ، الذي قاد الجيش وهو ابن سبعة عشر عاماً ، لأنه نشأ على حب النبي عليه الصلاة والسلام ، وهو يدعو له : اللهم إني أحبه فأحبه ، صلى الله عليه وسلم ، وهو سيد المربين .

الدكتور راتب :
أريد أن أعلق تعليقاً ، أحياناً يكون في البيت ولدان ، ولد ذكي ، وجميل الصورة ، والثاني أقل ذكاء وأقل جمالاً ، وأحياناً معه قليل من الغلاظة ، أنت كمؤمن عليك أن تعامل الاثنين نفس المعاملة ، تقبل الاثنين ، تحضن الاثنين ، تشم الاثنين ، تعطي الاثنين ، بهذه الطريقة تلغي له هذه العقدة ، أما أكثر الآباء يهتم بالابن الذكي قليلاً ، أو الذي صورته جميلة ، أو عينه عليه دائماً ، بابا أكلت ؟ والثاني تاركه ، أنت بهذا حطمت الثاني ، أنت مؤمن ، لا يمكن أن تميز واحداً على واحد بقبلة إطلاقاً ، يجب أن تكون عدلاً تماماً .
في بعض الروايات وضع سيدنا أسامة على إحدى رجليه ، وسيدنا الحسن على الثانية ، ما في نسبة بالشكل بينهما ، ضمهما وشمهما .
أحياناً هناك بنت أقل جمالاً من أختها ، إذا سمعت كلمة قاسية من أخوتها الذكور يجب أن تقيم القيامة عليهم ، لا يوجد أي تعليق على الشكل إطلاقاً ، تعليق على السلوك فقط ، هذه أشياء أساسية بالبيت ، أب عادل ، أم عادلة ، برعاية فائقة يلغي كل العقد عند أولاده الأب ، تلتغى العقد كلها ، و إلا كلها تصبح عقداً .
المحاضر :
كلما سمعنا نستفيد أيها الأخوة أننا أمام مرحلة المراهقة ، نصنفها كأنها حياة بناء وإنتاج ، وليست مرحلة تشتت ولا مرحلة ضياع ، نحن لنا قدم نتكلم بلسان أخواني وأخواتي من الشباب ، لنا قدم في المستقبل ، قدم في الحاضر ، وأعيننا ترنو إلى المستقبل ، أهم مشكلات المراهق عند من اختص بذلك الحب ، إضاعة الوقت ، نظرة من حوله له ، بكلمات سريعة أستاذنا كيف نوجه أخواننا من المراهقين ، وأخواتنا من المراهقات ؟.

الدكتور راتب :
يعني إذا قلنا الحب له وقت معين ، لا أعني أن أغيب الحب ، الحب قائم ، لكن نحن كلمة الحب نفهمها فهماً محدوداً جداً بعلاقة لا ترضي الله ، ليس هذا هو الحب ، الحب ما كان وفق منهج الله عز وجل ، أنا لما أعطي ابني قناعات ، أعطي حباً بالبيت لا يحتاج الشاب إلى حب آخر ، بأول حياته أمه قاسية جداً عليه ، أمه مشغولة مع الجيران ، مشغولة بحظوظها الشخصية ، تهمله ، ودائماً لسانها قاسٍ عليه ، سُباب ، بحاجة إلى أثنى تقول له أنا أحبك ، هو بأول سن والدته كافية ، لو شعر بحب من والدته ، وعطف ، واهتمام ، عنده حاجة تحققت ، أما لا يجد كلمة طيبة بالبيت ، قال لي شخص ابني يأتي الساعة الثانية إلى البيت ، بعد ما فهمت وضعه بيته جحيم ، قلت والله معه حق يأتي الساعة الثانية ، لا يوجد كلمة طيبة بالبيت ، فينبغي أن يكون في البيت كلام طيب ، وحب ، والحب غذاء أساسي .
أنا أرى عندما يعرف الشاب أن هذا الحب إذا كان بالوقت المناسب ، وبالوضع المناسب يثمر عطاء كبيراً ، والآن وقت بناء الذات ، هذه المعاني يجب أن يقولها الأب لابنه معقول إنسان بالعشرين نزوجه ، ما في إمكانية ، عندما نحن نوجهه توجيهاً دينياً صحيحاً ، نعلقه بقيم عالية جداً ، ونقول هذا الوضع له وقت ، لا تطلبه قبل أوانه ، يقبل معك ، أما لا يعرف شيئاً ، الله فطره على حب الأنثى فقط ، يسمع كلمة من إنسانة تجده اختلف الوضع .
أنا أقول لكم بصراحة : قلّما يجلس الآباء مع أولادهم ، وقلّما تجلس الأمهات مع بناتها ، يعني آكلة ، شاربة انتهى ، أكلوا ؟ أكلوا ، تعشوا ؟ تعشوا ، كتبوا ؟ كتبوا ، أما الابن ما وضعه ؟ ما علاقته ؟ لا يوجد شيء من هذا .
أنا أرى أن موضوع الحب ليس شرطاً أن يكون بين شاب وأنثى مبدئياً ، الحب قيمة واسعة جداً ، إن كان بيت فيه حب الحاجة تأمنت ، فالزواج له وقت ثانٍ .
المحاضر :
نحرص عليه من باب الحلال ، الأمر الثاني إدارة الوقت أيها الأخوة ، قرأت لبعض علماء الغرب يقول : إن الذين تعودوا السمسرة لا يستطيعون أن يستمعوا صوت أقدام الوقت وهو يمضي ، لأن حياته تافهة ، لا قيمة لها ، ويمضي الوقت وقت البناء ، وقت العمل ، دون أن يسمع لأقدامه صوتاً وهو يمشي فنصيحة لأخواننا عن إدارة الوقت .

الدكتور راتب :
أنا أؤمن أنه من أدق التعاريف للإنسان أنه وقت ، تعريف الإمام الحسن البصري الإنسان بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منه ، أنت وقت ، والوقت إما أن ينفق استهلاكاً ، أو أن ينفق استثماراً ، معظم الناس أكلنا ، شربنا ، نمنا بعد الظهر ، جلسنا ، سهرنا ، تنزهنا ، عملنا عزيمة ، صار بالخامسة والسبعين ، جاءت الأزمة القلبية إلى المستشفى إلى القبر ، ليس مستعداً للآخرة ، عندما تعرف أنك أنت بضعة أيام ، كلما انقضى يوم انقضى بضع منك ، أخطر مفهوم الإنسان وقت ، بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منك .
لذلك بطولتنا أن نعد أعمارنا عداً تنازلياً ، ذهبت إلى حمص ، مئة و ستون ، مئة و أربعون ، مئة و عشرون ، مئة ، ثمانون ، ستون ، بعدها خمسة ، حمص ترحب بكم ، نفس الشيء عمرك ، أنا كم يوم بقي لي ، كم سنة ؟ كل واحد ، هناك أشخاص تعمر ، كم يوم ؟ كم سنة ؟ لا تقل : عمري خمسة و ستون ، لا ، كم سنة بقي لي ؟ ماذا أفعل بهذه الأيام ؟ فالوقت أساسي جداً ، إما أيها الأخوة ، ينفق استهلاكاً كشأن معظم الناس ، أو أن ينفق استثماراً .

ما معنى إنفاق استثماري ؟
﴿ وَالْعَصْرِ﴾ .
( سورة العصر ) .
أقسم الله بمطلق الزمن ، بهذا المخلوق الأول ، الذي هو في حقيقته زمن ، أقسم له فقال :
﴿و العصر* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ .
( سورة العصر ) .
جواب القسم أيها الإنسان أنت خاسر ، لماذا يا رب ؟ قال : لأن مضي الزمن يستهلكه فقط مضي الزمن ، لذلك تلافي الخسارة :
﴿ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ .
( سورة العصر ) .
ما لم تبحث عن الحقيقة ، وما لم تعمل وفقها ، وما لم تدع إليها ، وما لم تصبر على البحث عنها ، والعمل بها ، والدعوة إليها فأنت خاسر ، هذه السورة كما قال عنها الإمام الشافعي لو تدبرها الناس لكفت .
أخوانا الكرام ، مفهوم الوقت حضارة ، الوقت ثمين جداً ، وهو كالسيف إن لم تقطعه قطعك .
المحاضر :
أستاذنا عند هذه النقطة ، بعض علماء بغداد "علماء السلف" يقول : فهمت سورة العصر من بائع متجول في شوارع بغداد كان يبيع ، القضية الأخير نظرة من حولنا بالنسبة للمراهق ، كيف ينظر الناس إليه ، وكيف يهتم بهذه النظرة ؟.

الدكتور راتب :
الأب عندما يكون واعياً جداً ، أفقه واسع ، وأبنه أخطأ ، الخطأ يجب أن يستوعبه ، أما على كل خطأ في تعليق صار هناك شرخ بين الأب وبين ابنه ، أحياناً السكوت على خطأ الابن أفضل من أن تحاسبه عليه ، وأحياناً عد الخطأ شيء طبيعي .
أنا مرة أذكر إنساناً توظف بوظيفة ، فأخطأ فقال له مديره : لا ، الوضع طبيعي ، لكن لا تعيدها .
عود نفسك البطولة ، ليست البطولة أن تكون مخطئاً ، البطولة ألا تبقى مخطئاً ، ليست البطولة أن تجهل ، الخطأ أن تبقى جاهلاً ، فإذا تعاملت مع ابنك ممكن يغلط ، ممكن يجهل ، فالخطأ يصحح ، والجهل يصحح بهذا الشكل .

هناك شبهة كبيرة جداً ، وخطيرة جداً في العالم الغربي ما في منع أذكرها ، أحياناً يظنون الشاذ عنده جينات شاذة ، لذلك الآن يعاملونه معاملة عادية جداً ، كلينتون قبل ما تنتهي رئاسته ألقى قنبلة علمية ، لما وصلوا إلى خارطة الجينات ، ماذا قال ؟ قال : لا علاقة للجينات بالسلوك ، واضحة ؟ لا علاقة للجينات بالسلوك ، لو شخص جيناته غلط ، كيف الله يحاسبه ؟ هل يوجد معك دليل إيماني ، إنسان أعطاه الله جينات شاذة وقام شذ ، والله عاقبه ، الكلام غير منطقي ، العقل أصل بالدين ، فقال : هذه الخارطة الجينية تؤكد أنه لا يوجد علاقة أبداً بين الجينات والسلوك ، إذا صدقناها يجب ألا نعاقب المجرم ؟!
المحاضر :
فضيلة الدكتور إذا كنا ننتقد الغرب كل هذا النقد الشديد ، ونلصق به كل مشكلاتنا هل بقي من شيء نستفيد منه من هؤلاء ، نستفيد منها ، ولا تضرنا وكيف ؟.
الدكتور راتب :
أحد كبار المفكرين سُئل ماذا نأخذ وماذا ندع من حضارة الغربيين ؟ فقال : نأخذ ما في رؤوسهم ، وندع ما في نفوسهم ، إحساسنا ملكنا ، وإحساسهم ملكهم ، والثقافة قاسم مشترك بيننا .
والله كنا بألمانيا وزرنا كنيسة كبيرة ، يقول لنا رئيس الكنيسة : لكم فضل علينا حضارتنا منكم ، كان واقعياً ، فنحن لنا فضل على الأمة .
لذلك قالوا : ثقافة أية أمة ملك البشرية جمعاء ، لأنها بمثابة عسل استخرج من مختلف زهرات الشعوب ، على مرّ الأجيال ، وهل من العقل إذا لدغتنا جماعة من النحل أن نقاطع عسلها ؟ لا نأخذ عسلها .
المحاضر :
أستاذ عندنا سؤال من مراهق يسأل الحب بين شاب وبنت حرام لماذا ؟.
الدكتور راتب :
في منهج الله عز وجل افعل ولا تفعل ، الحب قبل أوانه في مشكلة ، صار في تعلق شديد ، لأن الله عز وجل أودع في كل شاب محبة للأنثى ، أودع في نفس الأنثى محبة للشاب ، هذا الحب مبرمج في الإسلام على الزواج ، الزواج في مستقبل ، في أولاد ، أول المحاضرة قلت : هذا العالم الذي تزوج ،عنده ثمانية و ثلاثون حفيداً ، ثلاثة عشر حفيداً منهم حافظ لكتاب الله هذه العلاقة أساسها زواج ، وفي أي بيت دعارة علاقة جنسية ، فالحب قبل أوانه له مشكلات ، وسائل وإمكانيات الزوج غير متوفرة .
المحاضر :
نصيحة أخيرة للمفكرين والمربين .

الدكتور راتب :
أخطر فئة عندنا هي الشباب ، يريدون أربع حاجات ، يحتاجون فرصة عمل ، وزواجاً ، وبيتاً ، ما لم يسعَ الجميع مسؤولين وأولياء أمور إلى تأمين زواجهم ، وبيتهم ، وفرصة عمل لهم (للشباب والشابات) فهناك مشكلة كبيرة جداً ، والأغرب من ذلك نسبة العنوسة في سوريا 50% ما لم نسعَ إلى تزويج الشباب والشابات ، ونؤمن بيوتاً وأعمالاً عندنا مشكلة كبيرة جداً تنتظرنا ، هذه كلمة أقولها هي حقيقة مرة ، لكن لابدّ من أن أقولها .



المحاضر :
جزاكم الله خيراً ، في ختام هذه الجلسة الطيبة المباركة أريد أن أختم بإشارة قرآنية بدأها شيخنا جزاه الله خيراً بوصف المراهقة بالفتوة بقول الله تبارك وتعالى : ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ ، أنا أريد أن أقف معكم لدقيقتين فقط كيف تحاور هؤلاء الفتية في سورة الكهف عندما استفاقوا من نومهم ، وحاور بعضهم كيف تكون أخلاق الفتوة في الإسلام ، قالوا :
﴿ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً ﴾ .
( سورة الكهف ) .
في رسائل ربنا يصف حال الفتية المؤمنين ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ ، الشاب المسلم لا يعتمد على غيره ﴿ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ ﴾ من مالكم لا من مال غيركم ، ﴿ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ ﴾ أعاد الضمير على الله تبارك وتعالى فنعمة نستدل بها على المنعم ، ﴿ وَلْيَتَلَطَّفْ ﴾ ذوق وأدب ، ﴿ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً ﴾ حيطة وحذر ، هذه أخلاق الشباب الذين آمنوا بربهم وزادهم الله هدى .

أسأل الله أن يعصم شبابنا ويحفظ فتياتنا ، ويقر أعين الآباء والأمهات بذلك ، وجزى الله أستأذنا الكريم خير جزاء على ما أتحفنا به ، وإلى لقاء قريب قادم أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المراهقة " نصائح لكل شاب وشابة "
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نصائح رمضانية
» نصائح مطبخيه هااااااااااااااااااامه
» نصائح للطبخ ..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى أهل الفردوس :: القسم الاسلامي :: منتدى المحاضرات والخطب-
انتقل الى:  
 

 
AHLELFIRDOUS.AHLAMONTADA.COM is worth $428103
How much is your website worth?

******************
سحابة الكلمات الدلالية
ضع إيميلك ليصلك جديدنا


منتدى أهل الفردوس


ضع إيميلك هنا ليصلك جديد المنتدى


المراهقة " نصائح لكل شاب وشابة " LkNW?bg=FF0099&fg=444444&anim=1


مواضيع مماثلة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
زوار المنتدى
widgeo.net
شارك أصدقائك