~~التغيرات الحيوية والفسيولوجية خلال الصيام في شهر رمضان ~~جزء20

إن ما يفعله كثير من الصائمين في رمضان من الاكتفاء بتناول وجبة الإفطار وعدم تناول وجبة السحور كفيل بحصول التحولات السلبية للطاقة في الجسم ويبقى الجسم خلال ساعات الصيام في حالة الجوع الشديد التي تفقد الصائم تركيزه ونشاطه وحيويته ، وتدفعه إلى الكسل والخمول وقضاء الوقت بالنوم ، كما تجعله في حالة من التهيج العصبي والانفعال الناتجان عن انخفاض سكر الدم عن مستوياته الاعتيادية وعدم مقدرة الجسم على تلبية هذه الحاجة الحيوية الماسة ، وبفعل تأثير هرمون الإبينيفرين Epinephrine ذي التأثيرات العصبية . وهذا يظهر لنا جلياً سبب البركة التي وصف بها نبينا - صلى الله عليه وسلم- وجبة السحور ، لأنها تخفف من حدة تلك التغيرات السلبية وتجعل الجسم في حالة من التوازن والانسجام الروحي والفسيولوجي .
وأخيراً ، فإن المتأمل في تحولات الطاقة خلال فترة الصيام يتبين له بجلاء عظمة الخلق وحكمة الخالق عز وجل ، الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم وأبدع خلقه وتكوينههذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه، وتتجلى له حكمة الصيام والإفطار والسحور ، التي تدل تشريعاتها وآدابها أنها إنما تهدف إلى تربية الإنسان جسماً وروحاً ، وأن أحكام الصيام في رمضان تحمل في طياتها فوائد وأسرارا وحكما ربانية جليلة ، أظهر العلم بعضاً منها ، وما زال البعض الآخر في طي الكتمان حتى يظهره الله عز وجل ، وهي تدل فيما تدل على صدق قول الله – عز وجل- في صيام رمضان : وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون .